تقرير الخلايا النائمة لشهر تشرين الأول : هدوء داخل مخيم الهول ، بينما يستهدف داعش أفراد تابعين لـ للإدارة الذاتية

, ,
قوات سوريا الديمقراطية تعتقل مسلحا من داعش في السبهان بدير الزور

قوات سوريا الديمقراطية تعتقل مسلحا من داعش في السبهان بدير الزور

الوقائع الرئيسية

  • 22 هجوما للخلايا النائمة، أقل بهجوم واحد من شهر سبتمبر.
  • فقدان 5 عسكريين و8 مدنيين لحياتهم، انخفض العدد مقارنة بشهر سبتمبر 19عسكرياً و10 مدنيين.
  • 11 مداهمة أسفرت عن اعتقال 29 مشتبها بانتمائهم إلى داعش، أي أقل بكثير مقارنة ب 19 مداهمة في سبتمبر/أيلول و63 اعتقال.
  • تم العثور على شخصية بارزة أخرى في داعش مختبئة في الأراضي التي تحتلها تركيا.
  • لم تسجل أي حوادث عنف داخل مخيم الهول.

التفاصيل

انخفضت نشاطات الخلايا النائمة قليلاً في تشرين الأول/أكتوبر (كما حدث في مداهمات قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش) ، بعد شهرين من الأحداث المتكررة نسبياً في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، ومع ذلك لا يزال التهديد الذي يشكله مسلحو داعش كبيراً وبشكل مثير للقلق، لا سيما في دير الزور، وبينما كان مخيم الهول هادئاً على غير العادة، وقعت بعض الهجمات البارزة في الخارج. كما أفاد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بمقتل 4 شخصيات رفيعة المستوى من داعش، تم تسجيل 22 هجوماً من خلايا داعش النائمة خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية 5 هجمات أخرى، من خلال قناة أعماق الإخبارية التابعة له، والتي لم تتمكن RIC من التحقق منها بشكل مستقل. وأسفرت تلك الهجمات ال 22 عن مقتل 5 عسكريين و8 مدنيين وإصابة 6 عسكريين.

ووقع 21 هجوماً من أصل 22 هجوم في منطقة دير الزور والتي تسيطر عليها قسد، في حين وقع هجوم واحد في الشدادي بمنطقة الحسكة، ينظر إلى القبائل أو الأفراد على أنهم قريبون من “الإدارة الذاتية ” كأهداف رئيسية.

وفي 4 تشرين الأول/أكتوبر، استهدف مسلحو خلية نائمة سيارة عضو المجلس المدني في دير الزور بعبوة ناسفة. في السابق، كان عضو المجلس قد رأى اسمه على “قائمة القتلى” الخاصة بداعش معلقة على جدران مبنى المجلس المدني.

وفي اليوم نفسه، قتل تنظيم الدولة الإسلامية عضوا في مجلس دير الزور العسكري في الحراقات. وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر، ألقت خلية نائمة القبض على عنصر من قسد وقتلته، وأعلنت عن إعدامه على قناة أعماق الإخبارية.

في يوم 13، اغتيل محمد بوزان، عضو حزب الاتحاد الديمقراطي وعضو لجنة الحماية التابعة لمجلس مقاطعة شدادي، على يد مسلحي داعش أثناء توجهه إلى منزله في قرية العوس في الشدادي. في يوم 14 حاول عناصر داعش اغتيال ابن شيخ قبيلة شمر في شمال وشرق سوريا باستخدام سيارة مفخخة. وفي يوم 17 طعن أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إمام مسجد في قرية الحاجنة في دير الزور. في يوم 19، قتل شقيقان برصاص مسلحين مشتبه بانتمائهم إلى داعش في البصيرة، دير الزور. وكان الاثنان عضوين سابقا في قسد لكنهما غادرا قوات سوريا الديمقراطية منذ أكثر من عام. ومن خلال هذه الهجمات، يسعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى دق وتد بين المجتمعات المحلية /قسد والإدارة الذاتية من خلال خلق حالة خوف تمنع الناس من المشاركة في الهياكل الاجتماعية السياسية والدفاعية. كما تستغل الخلايا النائمة نشاط المظالم الذي قد يكون لدى السكان المحليين او مع الإدارة الذاتية في أي وقت معين ، مثل المسؤولية المتصورة عن المصاعب.

داعش يعلن عن إعدامه لعنصر من قسد على موقع أعماق نيوز

داعش يعلن عن إعدامه لعنصر من قسد على موقع أعماق نيوز

طوال شهر تشرين الأول/أكتوبر، تعرض أصحاب الأعمال التجارية في دير الزور لمضايقات مكثفة من قبل مقاتلي الخلايا النائمة التابعة لداعش الذين يطالبون ب “الزكاة” . في 3 تشرين الأول/أكتوبر، فجر عناصر داعش مكتبا للصرافة في قرية العزبة، حيث رفض المالك الدفع، ثم استهدفوا المالك نفسه مرة أخرى بعبوة ناسفة في وقت لاحق من الشهر.

نفذت قوات سوريا الديمقراطية والأسايش 11 مداهمة هذا الشهر، تم من خلالهم اعتقال 29 مشتبها بانتمائهم إلى داعش ومقتل 6 آخرين. وجاءت 17 من هذه الاعتقالات في 17 من الشهر، في قريتي الشاتونيجة والمنصورة، بالقرب من الطبقة، حيث طوقت مجموعة مشتركة من الأسايش وقسد مخبئين للخلايا النائمة. كما صادروا مجموعة من الأسلحة وجوازات السفر. وفي مداهمة لاحقة في قرية اللوزية بدير الزور، حاصرت قسد خلية نائمة ودعت إلى الاستسلام.

ولكن الخلية رفضت الاستسلام . واسفرت الاشتباكات بينهم عن قتل 2 من أعضاء الخلية واعتقال 2. في 8 من الشهر نفسه، كان هناك عملية اعتقال للخلايا في قرية حاوي الهوى بالقرب من الرقة. وأفادوا بأن الرجل كان يسهل بشكل مباشر نشاط الخلايا النائمة من خلال الدعم المالي واللوجستي.، في الآونة الأخيرة. لاحقا لجأ المركز الإعلامي لقوات سوريا الديسمقراطية إلى تصوير بعض العمليات المناهضة لداعش للإعلان عن عمل وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لها (YAT ) وإظهار كيفية حدوث المداهمات والاعتقالات، مثل هذه العملية التي وقعت في 2 تشرين الأول/أكتوبر، والتي شهدت اعتقال مورد أسلحة تابع لداعش.

قوات سوريا الديمقراطية تعتقل رجلا في قرية حاوي الهوى بالرقة

قوات سوريا الديمقراطية تعتقل رجلا في قرية حاوي الهوى بالرقة

شارك التحالف الدولي في 6 غارات من أصل 11 بشكل مباشر. وواصل التحالف التعبير عن دعمه لقوات سوريا الديمقراطية في الحرب ضد داعش وتقديم بعض المساعدات العسكرية واللوجستية. وفي 11 تشرين الأول/أكتوبر، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة من التحالف إلى حسكة ودير الزور: 100 شاحنة عسكرية محملة بالأسلحة والإمدادات اللوجستية، كما عن سيارات إطفاء وسيارات إسعاف، دخلت من إقليم كردستان العراق، متجهة إلى قواعد التحالف في شمال وشرق سوريا. ومرة أخرى، في 16 و17 تشرين الأول/أكتوبر، دخلت قافلتان إلى شمال شرق سوريا، مع وصول أكثر من 60 شاحنة إلى قواعدهم في الشدادي.

وصول الإمدادات العسكرية للتحالف

وصول الإمدادات العسكرية للتحالف

أفادت القيادة المركزية الأمريكية بمقتل 3 شخصيات بارزة في داعش في 6 أكتوبر، وأصدرت بيانين غير واضحين قليلا. أولا، ذكروا أن غارة بطائرة هليكوبتر في قامشلو استهدفت “ركن وحيد الشمري، وهو مسؤول في داعش معروف بتسهيل تهريب الأسلحة والمقاتلين لدعم عمليات داعش”. 

وقعت الغارة بالفعل في قرية ملوك سراي، جنوب مدينة قامشلي، التي تقع ضمن جزء صغير من الأراضي في منطقة الجزيرة أماكن تواجد قوات الحكومة السورية. وهذه هي أول ضربة معروفة من نوعها من قبل الولايات المتحدة في منطقة تواجد الجيش العربي السوري، ومن غير الواضح ما إذا كانت قد نفذت بموافقة الحكومة السورية أو بدونها. وفي بيان لاحق، أعلنوا أن “غارة جوية ناجحة” وقعت في “شمال سوريا” – دون إعطاء مزيد من المعلومات حول الموقع – أسفرت عن مقتل أبو هاشم الأموي ومسؤول كبير آخر في داعش مرتبط به

 لى شمال شرق سوريا، مع وصول ما في عاشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر، نفذ التحالف الدولي غارة بطائرة بدون طيار بالقرب من قرية حمام التركمان السورية التي تحتلها تركيا   – مما أسفر عن مقتل مصطفى العارودة، وهو شخصية مهمة في داعش. وكانت هذه حالة أخرى تم فيها استهداف شخصية قيادية في داعش في الأراضي السورية التي تحتلها تركيا ، مما يدل على أن داعش لا يزال يشعر بالراحة في التنقل عبر هذه الأماكن والبقاء فيها والعمل منها. وتم العثور على قادة داعش مختبئين بالقرب من الحدود التركية في المناطق الثلاث التي تسيطر عليها فصائل الجيش الوطني السوري في أعقاب الغزوات التركية الثلاث (عفرين وطريق “M4” ومنطقة جرابلس / أعزاز / الباب)، وكذلك إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.

جميع المناطق لديها وجود عسكري وسياسي تركي كبير. هناك علاقة مختلفة بين تركيا وفصائل الجيش الوطني السوري مقارنة بتركيا وهيئة تحرير الشام، كما هو موضح في تقرير RIC (Rojava information center).وفي حين أن الجيش الوطني السوري هو بوضوح ميليشيا موالية  لتركيا، فإن هيئة تحرير الشام محمية عسكريا ودبلوماسيا من قبل تركيا، ولكن بشكل أقل وضوحا. إن وجود أعضاء سابقين في داعش في فصائل الجيش الوطني السوري موثق جيدا. تدرك تركيا وجود داعش داخل ميليشياتها الوكيلة وتتسامح معه. كما تم العثور على مقاتلين سابقين في داعش داخل هيئة تحرير الشام ووصف تقرير للأمم المتحدة لعام 2022 إدلب بأنها “ملاذ آمن محدود” لداعش”. ووثقت RIC أكثر من 40 عنصرا من داعش انضموا إلى القوات التي تسيطر عليها تركيا في شمال غرب سوريا، في حين سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 70 عضوا سابقا في داعش انضموا إلى القوات التي تسيطر عليها تركيا في الأراضي المحتلة شرق الفرات. قُتل اثنان من كبار قادة داعش السابقين – أبو إبراهيم الهاشمي القرشي وأبو بكر البغدادي – على يد عمليات التحالف في إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، حيث كانا يختبئان على بعد عدة كيلومترات من الحدود التركية.

بشكل عام، في العام الماضي وحده، تم العثور على 6 أعضاء بارزين من داعش في الأراضي المحتلة من خلال العمليات التي تقودها الولايات المتحدة.

[1] 22.10.2021 

أبو عبد الله الرقاوي، قتل في بلدة سلوك التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري، بالقرب من تل أبيض.

[2] 25.10.2021 

أبو حمزة الشحيل، الذي قتل في سيطرة الجيش الوطني السوري على العدوانية، بالقرب من سري كانية ( رأس العين ).

[3] 03.02.2022

أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، قتل في أطمه التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، إدلب، بالقرب من الحدود التركية.

[4] 16.06.2022

هاني أحمد الكردي، الذي تم القبض عليه في الحميرة، على بعد 4 كيلومترات فقط من الحدود التركية، بالقرب من جرابلس التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري.

[5] 12.07.2022 

اثنان من كبار مسؤولي داعش، قتلا خارج جنديرس التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري، عفرين.

[6] 10.10.2022

مصطفى العارودة، قتل بالقرب من قرية حمام التركمان التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري.

في مقابلة أجريت في 2 تشرين الأول/أكتوبر، صرح نوري الخليل، القائد في المجلس العسكري في دير الزور، أنه يرى أن تركيا تدعم سراً الخلايا النائمة، من خلال ممارسات كـ تسهيل تحركات داعش ولوجستياته، أو غض النظر عن وجوده، في الأراضي التي تحتلها تركيا، من أجل تعزيز طموحاتها الخاصة في شمال وشرق سوريا.

ظل مخيم الهول صامتا بشكل غير مسبوق طوال شهر أكتوبر/تشرين الأول، دون وقوع حوادث عنف أو محاولات للاختراق. ويمكن النظر إلى ذلك بتفاؤل على أنه علامة على نجاح “عملية الإنسانية والأمن” في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، والتي شهدت حشد قوات سوريا الديمقراطية والأسايش لتحديد مواقع عناصر داعش وإخراجهم من المخيم.

بيد أن المسؤولين عن “الإنسانية والأمن” أكدوا مرارا وتكرارا أن العملية لم تكن في حد ذاتها حلا لتنظيم الخلايا النائمة ونشاطها؛ بل مجرد ضرورة قصيرة لأجل مواجهة العنف المتزايد داخل المخيمات.

وعلاوة على ذلك، فإن عدم تسجيل حوادث عنف هذا الشهر لا يشير إلى أن الخلايا النائمة لم تعد نشطة في المخيم. التفسير الأكثر ترجيحا هو أن هؤلاء المنتسبين إلى داعش الذين بقوا في المخيم يستغرقون وقتا للتخطيط والتجنيد والتنظيم.

زار 7 وفود أجنبية الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بهدف إعادة الرعايا الأجانب المرتبطين بداعش المحتجزين في مخيم الهول وهو ثالث أكبر عدد من الوفود التي شوهدت في شهر واحد منذ بدء عمليات الإعادة إلى الوطن في عام 2018. ومع ذلك، فإن معظم وفود الإعادة إلى الوطن لا تعيد إلا عددا قليلا مختارا من الأفراد. و نصف جميع وفود العودة إلى الوطن التي زارت شمال شرق سوريا لم تستقبل سوى فرد إلى 4 أفراد فقط من مواطنيها. ولذلك، وعلى الرغم من وصول الوفود إلى شمال شرق سوريا بشكل غير منتظم، فإن معدل الإعادة إلى الوطن يظل بطيئا.

دعت قسد مرارا وتكرارا إلى بذل جهود سياسية منسقة ودولية وسريعة لحل مخيم الهول والمخيمات الأخرى التي تضم أفرادا وأفراد عائلات تابعين لداعش، مشيرة إلى احتمالات الاختراق وانتشار أيديولوجية داعش بين الأطفال في المخيمات كـ تهديد إقليمي وعالمي. يُظهر النهج البطيء المجزأ الذي تتبناه العديد من الدول فيما يتعلق باستقبال رعاياها ، فشلًا في التعامل بجدية مع تأكيدات قوات سوريا الديمقراطية المستمرة بأن وجود أفراد أجانب مرتبطين بداعش في المخيمات شمال شرق سوريا يشكل خطرا أمنيا كبيرا .هذا الشهر، صرح كمال عاكف، المتحدث باسم قسد في العلاقات الخارجية التابعة للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، أن هناك حاجة إلى خطوات عملية لإغلاق جميع المخيمات التي تضم أعضاء داعش وعائلاتهم، موضحا أن مخيم الهول هو “عبء بالنسبة لنا كالإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، ويجب على العالم مناقشته على المستوى الدولي”